رام الله – ‘القدس العربي’ ـ من وليد عوض: تفاجأ رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله صباح امس الاحد عندما قام بزيارة لوزارة التربية والتعليم القريبة من مقر مجلس الوزراء فوجدها بلا موظفين ، فأخذ يبحث عن الوزير ووكيل الوزارة فلم يجدهما، في حين لم يصل معظم مدراء الوزارة الى مكاتبهم بعد.
وتداولت الاوساط الفلسطينية الاحد قيام الحمد الله بزيارة مفاجئة الى مقر وزارة التربية والتعليم للاطلاع على سير العمل فيها، الا انه تفاجأ بأن الوزير والمدراء والعاملين غير موجودين فيها، فتنهد، وحمد الله بان ابواب الوزارة مفتوحة رغم ان جميع المسؤولين فيها غير موجودين.
وقال أحد العاملين بالوزارة ان الحمدالله حضر لمقر الوزارة في تمام الساعة الثامنة صباحا وقام بجولة في المقر لمدة نصف ساعة باحثا فيها عن الوزير ووكيل الوزارة والمدراء الا انه لم يكن أحد موجدا فيها.
وبحسب العامل الذي فضل عدم كشف هويته فقد ظهرت على الحمدالله علامات الاستغراب والتعجب والغضب جراء هذه الممارسات التي تقوم بها وزارة التربية والتعليم.
وقالت مصادر مطلعة في رئاسة الوزراء ان الحمد الله كان يهدف من زيارته الاطلاع عن كثب على طبيعة الخدمات المقدمة للجمهور وسير العمل في الوزارة، الا انه تفاجأ ان الوزارة التي تضم حوالى 700 موظف والتي من المفترض ان تكون ‘خلية نحل’- كونها مسؤولة عن اكثر من مليون طالب فلسطيني على مقاعد الدراسة اضافة لمعلميهم وادارات مدارسهم- شبه خالية من الموظفين حتى الساعة الثامنة والنصف.
وبعد قرابة النصف ساعة من الانتظار غادر الحمد الله مقر الوزارة متوجها الى مقر رئاسة الوزراء باديا عليه الاستياء الشديد من هذا الموقف الصادم، الا انه التقى بوكيل الوزارة محمد ابو زيد امام الوزارة فانتقده بشدة واتهمه بالتسيب وطالبه بان يكون قدوة حسنة للموظفين لا ان يكون اخر من يصل لعمله.
وعلمت ‘القدس العربي’ بان وزير التربية والتعليم الدكتور علي ابو زهري وجه كتابا رسميا لرئاسة الوزراء الاحد رفض فيه الاتهامات الموجهة لوزارته بانه لم يكن بها احد من المدراء، مشددا على وجود 5 مدراء عامين رافقوا رئيس الوزراء في جولته بالوزارة بينهم مدير عام الرقابة عزام ابو بكر الذي كان موجودا في مكتبه قبل موعد الدوام بنصف ساعة تقريبا، اضافة للوكيل المساعد فواز مجاهد الذي كان على رأس عمله.
وحسب مصادر في رئاسة الوزراء فان اكثر ما صدم الحمد الله ان الوزراء الذين كلفوا في شهر اب (اغسطس) الماضي بالتشديد على ضرورة التزام الجميع بساعات الدوام ومراقبة الموظفين والتزامهم، في اطار خطة الحكومة لتحسين الاداء الحكومي وخاصة في الوزارات التي تقدم خدمات للجمهور بشكل مباشر بانهم انفسهم غير ملتزمين.
ولم يعلن الحمد الله الاحد عقب الحادثة عن اتخاذ اية اجراءات بحق وزير التربية والتعليم الدكتور علي ابو زهري والمدراء العاملين في وزارته.
وكانت الحكومة قررت في شهر اب الماضي مراقبة الموظفين الحكوميين والتزامهم بساعات الدوام الرسمي الامر الذي دفع وزير الصحة في حينه الدكتور جواد عواد ليأتي الساعة السابعة والنصف صباحا ويجلس امام مبنى الوزارة الرئيسي بمدينة نابلس مع طاقم الوزارة المعني بالشؤون الادارية لمراقبة وصول الموظفين الى اماكن عملهم.
وصرح الوزير في حينه ان خطوته جاءت اثر تعليمات واضحة من دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله ، الذي حث الطاقم الوزاري على متابعة كافة الجوانب الفنية والادارية من اجل النهوض بالقطاع الحكومي، وحرص الحكومة على ضبط الاداء الحكومي ومعالجة اي خلل او ترهل ، حيث وضعت الحكومة نصب اعينها خطة للنهوض بالقطاع الحكومي من كافة الجوانب وعلى رأسها ضبط الحضور والانصراف في الوقت المحدد ومراقبة الوصف الوظيفي لكل موظف ومتابعته في اداء عمله